نابلس - المركز الفلسطيني للإعلام
أفتى الشيخ حامد البيتاوي النائب في "المجلس التشريعي الفلسطيني" ورئيس "رابطة علماء فلسطين"، بتحريم بناء "الجدار الفولاذي" المصري على حدود قطاع غزة، واعتبره خيانة لله ورسوله وللمؤمنين.
وقال النائب البيتاوي، في تصريحٍ صحفيٍّ له تلقى "المركز الفلسطيني للإعلام" نسخة منه اليوم الأحد (3-1): "شعبنا الفلسطيني المقاوم والمرابط في قطاع غزة يُحرَم -ومنذ سنوات- من الغذاء والدواء والتعليم، ومن إعادة بناء ما هدمه الاحتلال في عدوانه الغاشم، وعلى مرأى العالم ومسمعه هو ومؤسَّساته الدولية، وبناء "الجدار الفولاذي" من قِبَل الحكومة المصرية فاجأ الجميع، وجاء استجابة لضغوط خارجية ليزيد من مأساة شعبنا في القطاع".
وأضاف: "الواجب الديني يفرض على كل المسلمين في العالم، خاصة حكام مصر، أن يعملوا على فك الحصار الجائر عن شعبنا في القطاع، وألا يبنوا "الجدار الفولاذي"، وكيف لا والله عز وجل يقول: ﴿إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ﴾ (الحجرات: من الآية 10)، وقوله صلى الله عليه وسلم: "المسلم أخو المسلم؛ لا يسلمه ولا يظلمه ولا يخذله"، وفي القواعد الشرعية: لا ضرر ولا ضرار، ودرء المفاسد أولى من جلب المنافع".
ورأى النائب البيتاوي أن "الواجب القومي والوطني يفرض على مصر بالذات أن تقف بجانب شعبنا في القطاع في محنته؛ لأنه يقاوم العدو الصهيوني ويدافع عن فلسطين درة العرب والمسلمين، ويدافع عن كرامتهم".
وقال البيتاوي: "مما يدمي قلوب الملايين من أبناء شعبنا وأمتنا الفتوى التي صدرت عن بعض علماء "الأزهر" الذين أيَّدوا فيها حكام مصر في بناء "الجدار الفولاذي"، وزعموا أنه حلالٌ شرعًا!!، وصدق فيهم قول الله تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنزَلْنَا مِنْ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِنْ بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُوْلَئِكَ يَلْعَنُهُمْ اللهُ وَيَلْعَنُهُمْ اللاَّعِنُونَ﴾ (البقرة: 159)".
وثمَّن الشيخ البيتاوي الفتوى التي أصدرها علماء في مصر وغيرها بأن "الجدار الفولاذي" حرامٌ شرعًا، وقال: "نثمِّن هذه الفتوى الصحيحة التي أصدرها علماء أفاضل".
ووجَّه النائب البيتاوي رسالة مباشرة إلى كلٍّ من حكام مصر ومشايخ "الأزهر" الذين أصدروا تلك الفتوى، قائلاً: "لقد أغضبتم الله العزيز الجبار ورسوله والمؤمنين، وأسأتم إلى شعبكم وبلدكم مصر أرضِ الكنانة.. مصر عمرو بن العاص.. مصر الشافعي.. مصر العز بن عبد السلام.. مصر البنا وسيد قطب والغزالي والقرضاوي.. هذه هي مصر".
وخاطب النائب في "التشريعي" شعب غزة قائلاً: "أما أنتم يا شعبنا في قطاع غزة، أيها المرابطون المجاهدون، يا من تتعرَّضون للحصار الجائر والعدوان الصهيوني الهمجي و"الجدار الفولاذي"، فلكم الله عز وجل، ﴿اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ﴾ (آل عمران: من الآية 200)؛ فكما فرَّج الله كربة رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم وأصحابه حينما حاصرهم الكفار في شِعْب أبي طالب فصبروا، سيفرِّج الله عز وجل كربتكم بإذن الله، و﴿سَيَجْعَلُ اللهُ بَعْدَ عُسْرٍ يُسْرًا﴾ (الطلاق: من الآية 7)".