مقتل ضابط أردني في أفغانستان يثير تكهنات

استقبل العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني وأعضاء من العائلة المالكة السبت 2-1-2010 جثمان ضابط أردني تربطه صلة قرابة بالعائلة المالكة قتل في أفغانستان يوم الأربعاء الماضي.

وترجح مصادر سياسية عربية أن هذا الضابط كان في مهمة تعاون استخباراتي مع الولايات المتحدة في أفغانستان تحت مظلة حلف شمال الأطلنطي (الناتو)، مشيرة إلى مقتل سبعة من عناصر وكالة الاستخبارات الأمريكية (سي آي أية) في هجوم انتحاري شنته حركة طالبان على قاعدة عسكرية أمريكية في نفس اليوم الذي قتل فيه الضابط الأردني.

ونقلت طائرة عسكرية أردنية جثمان النقيب الشريف علي بن زيد (33 عاما) إلى مطار الملكة علياء الدولي (30 كلم جنوب عمان)، وكان الملك عبد الله وزوجته الملكة رانيا وولي العهد الأمير الحسين، في مقدمة المستقبلين، حيث أقيمت له مراسم عسكرية.

وكان مصدر مسئول في القيادة العامة للقوات المسلحة الأردنية أعلن في تصريح لوكالة الأنباء الأردنية الرسمية (بترا) الأربعاء عن "استشهاد النقيب الشريف علي بن زيد أثناء مشاركته في أداء الواجب الإنساني الذي تقوم به القوات المسلحة الأردنية في أفغانستان".



ولم تعلن السلطات الأردنية في وقت سابق عن إرسال قوات أردنية إلى أفغانستان. وذكرت وكالة الأنباء الفرنسية أن الضابط الأردني كان في مهمة بأفغانستان منذ عشرين يوما، وكان يفترض أن يعود إلى الأردن الأربعاء الماضي، في نفس اليوم الذي قتل فيه.

ولم تشر السلطات إلى مكان أو ملابسات مقتل الضابط الأردني. وأعلنت وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية أمس الأول عن مقتل سبعة من عناصرها وإصابة ستة آخرين الأربعاء في هجوم انتحاري على قاعدة شرقي أفغانستان.

وكانت حصيلة سابقة مقدمة من مصدر أمريكي بأفغانستان قد أشارت إلى سقوط ثمانية "مدنيين" أمريكيين في الهجوم الذي تبنته طالبان على قاعة تشابمان بإقليم خوست قرب الحدود مع باكستان.

تعاون استخباراتي

وذهبت مصادر سياسية عربية إلى أن عدم إعلان السلطات الأردنية عن موقع وملابسات مقتل هذا الضابط "ترجح مقتله في هجوم طالبان على قاعدة تشابمان المخصصة لتحديد أهداف طالبان والقاعدة التي تغير عليها القوات الأجنبية في أفغانستان، ما يفيد بوجود تعاون استخباراتي أردني – أمريكي في أفغانستان تحت مظلة الناتو".

و"معلوم أن مثل هذه القواعد الحساسة لا يدخلها أي ضابط إلا إذا كان متمتعا بصلاحيات كبيرة ومتعاونا مع الاستخبارات الأمريكية"، بحسب المصادر التي رأت أنه "لو كان مجرد هجوما عاديا لأعلنت عمان عن ملابساته بالتفصيل".

وأضافت هذه المصادر، التي طلبت عدم الكشف عن هويتها، لـ"إسلام أون لاين. نت" أن "التعاون بين الاستخبارات الأردنية والأمريكية ضد الجماعات الإسلامية المسلحة في تزايد منذ عام 2005، حين فجر تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين ثلاثة فنادق بالعاصمة الأردنية عمان؛ ما أوقع عشرات القتلى والجرحى، فكل ما يهم عمان منذ تلك التفجيرات هو حماية المملكة من أي هجمات مماثلة"، على حد قول تلك المصادر.