شريان الحياة 3" تبحر إلى العريش.. وأعضاء القافلة: نتعلَّم الصبر والصمود من أهل غزة

اللاذقية - المركز الفلسطيني للإعلام

تغلَّبت دفقات دم أحرار العالم الذين قرَّروا نصرة غزة إنسانيًّا وكسر الحصار المفروض عليها سياسيًّا على بعض التخثّر والتعثّر الذي لم يستطع كسر إدارة المتضامنين الدوليين، وعلى رأسهم عضو مجلس العموم البريطاني جورح غالاوي، بل زادهم إصرارًا على تبليغ رسالتهم التضامنية لغزة التي تعيش اليوم ظلم الحصار والجدار.

فقد ودَّع أهل اللاذقية واللاجئون الفلسطينيون المقيمون بمخيم العائدين على شاطئ البحر قافلة "شريان الحياة 3" التي أبحرت مساء السبت (2-1-2010م) من ميناء اللاذقية السوري إلى ميناء العريش المصري باتجاه قطاع غزة، وذلك بعد أن "تم تأمين وتوظيف كل الإمكانات وتقديم التسهيلات التي تمكن من إبحار القافلة وتأمين السفن والإقامة المريحة للمشاركين في قافلة الحياة"، حسب تصريح لمحافظ اللاذقية خليل مشهدية.

بدوره أكد زاهر بيراوي عضو قيادة القافلة والناطق الرسمي باسمها لـ"المركز الفلسطيني للإعلام" اليوم أن القافلة "التي غمرتها سورية بالحفاوة والاستقبال على المستويات الرسمية والشعبية" قرَّرت "نقل السيارات والحمولة عبر باخرة تركية معدة خصِّيصًا لنقل البضائع والسيارات"، وأن "المتضامنين سوف يصلون جوًّا إلى مطار العريش كسبًا للوقت"، علمًا أنّ مدة الرحلة البحرية تستغرق 20 ساعة إلى ميناء العريش البحري.

بيراوي الذي ذكر بأن القافلة كانت قد اضطرت للعودة من العقبة بسبب إصرار السلطات المصرية على عدم استقبالها من حيث وصلت، أشار إلى أنه "منذ ثلاثة أشهر تم إعلام سفارات الدول ومنها مصر بسير القافلة وتوجهها، وأن عدد المشاركين في القافلة يصل إلى 500 متضامن من 17 دولة أوروبية وعربية ومن تركيا، وقد مرّت القافلة بعشر دول منطلقة من العاصمة البريطانية لندن".

إلى ذلك أعرب بيراوي عن أمله أن "تسهِّل السلطات المصرية عبور القافلة، وأن تكون مصر بشعبها وقيادتها شريكة في هذه الرسالة الإنسانية التي نوجهها إلى أهلنا في القطاع، لنضمد جراحهم على قدر استطاعتنا"، وأكد أنّ "الإحباط الذي كان يشعر به أفراد القافلة تبدَّد عند اقتراب موعد الإبحار إلى غزة، فاقتراب الهدف كفيل بإزالة كل آثار العناء، خاصة في ظل الحفاوة التي لقيتها القافلة في سورية من الحدود مع الأردن ووصولاً إلى اللاذقية".

من جانبه أكّد عزت الرشق عضو المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية "حماس" أن كرامة مصر هي كرامة معتَبَرة لدى كل إنسان عربي، معربًا عن أسفه لما جرى من تغيير لمسار قافلة شريان الحياة.

وقال الرشق في تصريح خاص لـ"المركز الفلسطيني للإعلام": "هذا شيء مؤسف أيضًا، فهذه القافلة التي جمعت متضامنين أجانب من كل الدول الأوربية ولقيت الترحيب من كل الدول التي مرت بها كتركيا وسوريا والأردن، من الجانبين الشعبي والرسمي".

وأردف قائلاً: "إن عجزت المواقف الرسمية عن دعم شعبنا الفلسطيني، فيجب ألا تقف حائلاً أمام المواقف الشعبية والمتضامنين الأجانب من أن يساندوا هذا الشعب ويدعموا صموده ويقفوا معه".

وختم بالتأكيد أن "كرامة مصر هي كرامة معتبرَة لدى كل إنسان عربي، وحركة "حماس" من أكثر الناس حرصًا على الدول العربية -بشكل عام- وعلى كرامتها، وعلى مصر وكرامتها وعلى أمنها القومي بشكل خاص".

كويفا بوتلي ناشطة أيرلندية في مؤسسة ((viva palistinia وكذلك في حركة (غزة الحرة)، وتعتبر قافلة "شريان الحياة 3" هي القافلة الثانية التي تشارك بها بوتلي، كما أنها أمضت عامًا كاملاً في غزة، ومن أجل ذلك ظلّت غزّة "قريبة من قلبي" تقول الناشطة الإيرلندية.

كويفا بوتلي التي تفتخر بالسنة التي أمضتها في القطاع اختزلت المشهد في حديثها مع "المركز الفلسطيني للإعلام" بالقول "كلمة (العودة) هناك تجسد الحالة الفلسطينية، فالشعب الفلسطيني يعيش من نكبة إلى نكبة"، كما أعربت عن سرورها وحزنها وهي في الطريق إلى القطاع؛ حيث قالت "أنا الآن مسرورة بعودتي إلى غزة، ولكن في الوقت ذاته حزينة بعد سنة من المجازر، لا يوجد إعادة للإعمار، والحصار يشتد يومًا بعد يوم".

الناشطة الإيرلندية التي تعمل كمتطوعة مع الإسعاف وكذلك في مشاريع إنسانية تعنى بالأطفال والأسرى لفتت إلى أنّها تنظر "بإعجاب وتقدير كبيرين إلى أهل غزة، فما زالوا صامدين، مع كل يلاقونه من محن وشدائد، ونحن نتعلم من صبرهم وصمودهم"، وختمت بالقول "ولكنني أدرك أن كل ما نقوم به ونقدمه هو شيء رمزي نسبة لمعاناة أهل غزة، ولكننا نريد أن نبعث برسالة إلى أهل غزة، وإلى أهل فلسطين بشكل عام، بأنهم ليسوا لوحدهم، فهناك من يحس بمعاناتهم".