19- أبواب دخول الجنة
عن حذيفة بن اليمان رضي الله عنه قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم الصادق المصدوق وهو يقول "من قال لا اله إلا الله ختم له بها دخل الجنة، ومن صام يوما ابتغاء وجه الله ختم له بها دخل الجنة، ومن تصدق بصدقة ابتغاء وجه الله ختم له بها دخل الجنة".
صحيح في كتب السنن
الصوم سبيل إلى الجنات، فقد قال الحبيب صلى الله عليه وسلم (من حُتم له بصيام يوم دخل الجنة) نعم.. من خُتم عمره بصيام يوم بان مات وهو صائم، أو بعد فطره دخل الجنة مع السابقين الأولين، أو من غير سبق عذاب.
فمن أصبح صائما، وغدا مؤمناً، وجمع خصال الخير من عيادة المريض وإطعام الطعام، وإتباع الجنائز فقد وجبت له الجنة، والصوم على رأس هذه الفضائل التي قال عنها الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم "ما اجتمعت هذه الخصال في رجل إلا دخل الجنة".
ألا ترى أن في الجنة غُرفا يُرى ظاهرها من باطنها، وباطنها من ظاهرها أعدها الله للصائمين، وقد أُعدت لهم وأدخلهم الجنة عرفها لهم بعد أن كفر عنهم سيئاتهم وأصلح بالهم.
أترى الصائمين يقال لهم يوم القيامة: " كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئًا بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ " الطور 19
ولا تستكثر هذا عليهم فهؤلاء الصائمون تركوا طعامهم وشرابهم وشهوتهم لله تعالى يرجون الجزاء منه سبحانه .. ولا يخفى عليك أن من ترك شيئا لله عوضه الله خيرا منه.
ولا تعجب من هذا فمن أَلَف الصيام فقد ألف طاعة الولي المنان، ومن لاحظ الراء في رمضان فرجع إلى مولاه، وترك هواه، فقد أخذ مدد الرحمن ودخل في معية المؤمنين بحرف الميم، وهاهو يضرب في الخير مع حرف الضاد، حتى يألف الصوم وقيام الليل مع حرف الألف، وها هو يأخذ الأنوار والشرح والغفران مع حرف النون، فتحول مع كل حرف إلى مرتبة إيمانية فطوبى لهم وحسن مآب.