أصناف الصائمين

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أعلم أن الداخلين في الصيام على عدة أصناف وأقسام :

1. فصنف دخلوا في الصوم بمجرد ترك الأكل والشرب بالنهار

وما يقتضي الإفطار في ظاهر الأخبار وما صامت جارحة من

جوارحهم عن سوء آدابهم وفضايحهم فهؤلاء يكون صومهم

على قدر هذا الحال صوم أهل الإهمال .

2. وصنف دخلوا في الصوم وحفظوا بعض جوارحهم من

سوء الآداب على مالك يوم الحساب فكانوا في ذلك النهار

مترددين بين الصوم بما حفظوه والإفطار بما ضيعوه .

3. وصنف دخلوا في الصوم بزيادة النوافل والدعوات التي

يعملونها بمقتضى العادات وهي سقيمة لسقم النيات فحال

اعمالهم على قدر إهمالهم .

4. وصنف دخلوا دار ضيافة الله جل جلاله في شهر الصيام

والقلوب غافلة والهمم متكاسلة والجوارح متثاقلة فحالهم كحال

من حمل هدايا إلى ملك ليعرض عليها وهو كاره لحملها إليه

وفيه عيوب تمنع من قبولها والإقبال عليه .

5. وصنف دخلوا في الصوم وأصلحوا مايتعلق بالجوارح

ولكن لم يحفظوا القلب من الخطرات الشاغلة من العمل الصالح ،

فهم كعامل دخل سلطانه ، وقد أصلح رعيته بلسانه وأهمل

مايتعلق بإصلاح شأنه .

6. وصنف دخلوا في الصيام بطهارة العقول والقلوب على

أقدام المراقبة لعلام الغيوب حافظين ما أستحفظهم أياه فحالهم

حال عبد تشرف برضا مولاه .

7. وصنف ماقنعوا لله جل جلاله يحفظ العقول والقلوب

والجوارح عن الذنوب والعيوب والقبائح حتى شغلوها بما

وفقهم له من عمل راجح صالح ، فهؤلاء أصحاب التجارة

المربحة والمطالب المنجحة .

8. وصنف قصدوا بالصيام السلامة من العقاب ولولا

التهديد والوعيد بالنار وأصول يوم الحساب ما صاموا ،

فهؤلاء من لئام العبيد حيث لم ينقادوا بالكرامة ولا أروا

مولاهم أهلاً للخدمة .

9. وصنف صاموا خوفاً من الكفارات ومايقتضيه الإفطار من

الغرامات ولولا ذلك ما رأوا مولاهم أهلاً للطاعات ولا محلاً

للعبادات ، فهؤلاء متعرضون لرد صومهم عليهم ومفارقون

في ذلك مراد الله .

10 . وصنف صاموا عادة لاعبادة وهم كالساهين في صومهم

عما يراد الصوم لأجله وخارجون عن مراد مولاهم ومقدس

ظله فحالهم كحال الساهي واللاهي والمعرض

عن القبول والتناهي .

11. وصنف صاموا خوفاً من أصل الإسلام وجزعاً من النار

بترك الصيام فهؤلاء أموات المعنى أحياء الصورة .

12. وصنف صاموا لأجل أنهم سمعوا أن الصوم واجب

في الشريعة المحمدية فكان صومهم بمجرد هذه النية من

غير معرفة بسبب الإيجاب فلا يستبعد أن يكونوا

متعرضين للعقاب .

13. وصنف صاموا معتقدين أن المنة لله جل جلاله

عليهم في صيامهم وثبوت أقدامهم عارفين بما في طاعته

من إكرام وبلوغ مرامهم فهؤلاء أهل الظفر بكمال الغايات

وجلال السعادة .

تقبل الله صيامكم وقيامك